محمد المسحل
على غرار خبر قرار تغذية مدن المنطقة الشرقية بالمياه المحلاّة، أضحكني أحد الأصدقاء عندما تساءل وقال: “الآن فقط حنّ علينا المسئولون وسيقومون بتوصيل المياه المحلاّة لنا في الشرقيّة؟! والله أنّني كنت طفلاً عندما تم إيصال المياه المحلاّة للمنطقة الوسطى، والآن أصبحت جد، ولا زال الصدأ يأكل مواسير وحوائط بيتي وينخر غسّالات الثياب ويتسبب بتساقط شعري بسبب المياه المالحة التي توصلها البلدية لبيوتنا!.. طيّب، لمَ لا يتم تأخير تطبيق نظام ساهر في المنطقة الشرقية، بنفس مدّة تأخير توصيل المياه المحلاّة فيها؟!.. ولو من باب المساواة في اتخاذ القرارات الخدماتية للمناطق المختلفة! أم أن المشاريع الخدماتية الخاصة بالمنطقة الشرقية لا ترتقي بالأولوية كما هي مشاريع إدخال النقود لخزينة وزارة المالية؟!..
قلت له متفلسفاً: “لا يا ابن الحلال!.. ما هذا الكلام؟!.. لا تظلم المسئولين بمثل هذه الظنون وهذا التفكير الغير منطقي! فخدمة “ساهر” في نظري هي أهم قليلاً من المياه المحلاّة!.. فهي ضرورية لإنقاذ أرواح العباد! ولو لم يقوموا بتشغيلها في منطقتك، لكنت أوّل من يشتكي من تأخير تشغيلها!.. وطالبت بها من باب المساواة أيضاً..! كفاك تذمّراً..! لا يسمعونك ويصدقون ويأخرونها 30 سنة أيضاً مثلما فعلوا في موضوع المياه المحلاّة!.. فكنا من شرّك..! وبعدين ماذا حصل يعني عندما استخدمنا المياه المالحة!.. شوفنا وش حليلنا! صرنا مماليح بسبب زيادة نسبة الملح في المياه التي نستخدمها!
وبعدين صحيح أن أهل المنطقة الوسطى عاشوا في نعيم المياه المحلاّة التي تصلهم من محطّات التحلية الموجودة في المنطقة الشرقية للثلاثين سنة الأخيرة وصحيح أن أهل الشرقية كانوا ولا زالوا يقبعون تحت صدأ مياه الآبار الكالحة المالحة!.. ولكن هناك أسباب كثيرة أدّت إلى ذلك، أوّلها أنّكم يا أهل الشرقية “حليلين” وطيبين، وترضون بما كُتب عليكم، ولا تقومون بما يقوم به أهالي المناطق الأخرى من شكاوي ومطالبات ومقابلات مع كبار المسئولين! ولذلك، لا تتوقّع أن يأتيك المسئول مهرولاً ومبتسماً ليقول لك: “شبّيك لبّيك! آمر تدلّل! ناقصك شيء يا حبيبي قلبي؟!..”، بدون أي تحرّك من كبار قومكم!.. أو حتّى صغارهم! تحرّكوا وطالبوا بحقوقكم، فصدور المسئولين وقلوبهم وآذانهم، مفتوحة لكم قبل مكاتبهم..!
والمشكلة الثانية الّتي تكرّس المشكلة الأولى يا حبيبي، أنّ كبار قومكم لديهم محطّات تحلية خاصّة بهم في بيوتهم وقصورهم!.. وآخر شيء يفكرون فيه هو غسّالتك وحوائطك ومواسيرك.. وشعرك الحرير!.. خاصّة وأن أهم منظّمتين موجودتين في الشرقية (أرامكو السعودية، والهيئة الملكية وسابك في الجبيل)، يوجد بهما وبجميع مرافقهما أنهار من المياه المحلاّة، ولذلك، إحمد ربّك أنّهم قرّروا مؤخراً أن يذيقوك وأهلك بعض قطرات من هذه المياه قبل أن تموت، ايّها الجد الأصلع..!
استمر بطيبتك أيّها الشرقاوي الطيّب، وخلّك “مملوح”، وانظر للموضوع نظرة إيجابية، واحتفل بتوصيل المياه المحلاّة لبيتك، بدلاً من البكاء على 30 عام قد مضت..، فمثلما يقول المثل الشرقاوي: “لا تبكي على الملح المسكوب”!
على غرار خبر قرار تغذية مدن المنطقة الشرقية بالمياه المحلاّة، أضحكني أحد الأصدقاء عندما تساءل وقال: “الآن فقط حنّ علينا المسئولون وسيقومون بتوصيل المياه المحلاّة لنا في الشرقيّة؟! والله أنّني كنت طفلاً عندما تم إيصال المياه المحلاّة للمنطقة الوسطى، والآن أصبحت جد، ولا زال الصدأ يأكل مواسير وحوائط بيتي وينخر غسّالات الثياب ويتسبب بتساقط شعري بسبب المياه المالحة التي توصلها البلدية لبيوتنا!.. طيّب، لمَ لا يتم تأخير تطبيق نظام ساهر في المنطقة الشرقية، بنفس مدّة تأخير توصيل المياه المحلاّة فيها؟!.. ولو من باب المساواة في اتخاذ القرارات الخدماتية للمناطق المختلفة! أم أن المشاريع الخدماتية الخاصة بالمنطقة الشرقية لا ترتقي بالأولوية كما هي مشاريع إدخال النقود لخزينة وزارة المالية؟!..
قلت له متفلسفاً: “لا يا ابن الحلال!.. ما هذا الكلام؟!.. لا تظلم المسئولين بمثل هذه الظنون وهذا التفكير الغير منطقي! فخدمة “ساهر” في نظري هي أهم قليلاً من المياه المحلاّة!.. فهي ضرورية لإنقاذ أرواح العباد! ولو لم يقوموا بتشغيلها في منطقتك، لكنت أوّل من يشتكي من تأخير تشغيلها!.. وطالبت بها من باب المساواة أيضاً..! كفاك تذمّراً..! لا يسمعونك ويصدقون ويأخرونها 30 سنة أيضاً مثلما فعلوا في موضوع المياه المحلاّة!.. فكنا من شرّك..! وبعدين ماذا حصل يعني عندما استخدمنا المياه المالحة!.. شوفنا وش حليلنا! صرنا مماليح بسبب زيادة نسبة الملح في المياه التي نستخدمها!
وبعدين صحيح أن أهل المنطقة الوسطى عاشوا في نعيم المياه المحلاّة التي تصلهم من محطّات التحلية الموجودة في المنطقة الشرقية للثلاثين سنة الأخيرة وصحيح أن أهل الشرقية كانوا ولا زالوا يقبعون تحت صدأ مياه الآبار الكالحة المالحة!.. ولكن هناك أسباب كثيرة أدّت إلى ذلك، أوّلها أنّكم يا أهل الشرقية “حليلين” وطيبين، وترضون بما كُتب عليكم، ولا تقومون بما يقوم به أهالي المناطق الأخرى من شكاوي ومطالبات ومقابلات مع كبار المسئولين! ولذلك، لا تتوقّع أن يأتيك المسئول مهرولاً ومبتسماً ليقول لك: “شبّيك لبّيك! آمر تدلّل! ناقصك شيء يا حبيبي قلبي؟!..”، بدون أي تحرّك من كبار قومكم!.. أو حتّى صغارهم! تحرّكوا وطالبوا بحقوقكم، فصدور المسئولين وقلوبهم وآذانهم، مفتوحة لكم قبل مكاتبهم..!
والمشكلة الثانية الّتي تكرّس المشكلة الأولى يا حبيبي، أنّ كبار قومكم لديهم محطّات تحلية خاصّة بهم في بيوتهم وقصورهم!.. وآخر شيء يفكرون فيه هو غسّالتك وحوائطك ومواسيرك.. وشعرك الحرير!.. خاصّة وأن أهم منظّمتين موجودتين في الشرقية (أرامكو السعودية، والهيئة الملكية وسابك في الجبيل)، يوجد بهما وبجميع مرافقهما أنهار من المياه المحلاّة، ولذلك، إحمد ربّك أنّهم قرّروا مؤخراً أن يذيقوك وأهلك بعض قطرات من هذه المياه قبل أن تموت، ايّها الجد الأصلع..!
استمر بطيبتك أيّها الشرقاوي الطيّب، وخلّك “مملوح”، وانظر للموضوع نظرة إيجابية، واحتفل بتوصيل المياه المحلاّة لبيتك، بدلاً من البكاء على 30 عام قد مضت..، فمثلما يقول المثل الشرقاوي: “لا تبكي على الملح المسكوب”!
